أحدث المقالات والدروس

محور الشخص بوصفه قيمة / مفهوم الشخص / مجزوءة الوضع البشري

author image

 


 

فيديو الدرس (حصري على قناة صوفي لايف)

https://www.youtube.com/watch?v=YxDvcXs_XkU&t=10s



ملخص الدرس

مفهوم الشخص 

 المحور الثاني : الشخص بوصفه قيمة

تأطير إشكالي للمحور

بمجرد أن نقول بأن هذا الكائن شخص، فهذا يعني الارتقاء به وإعطاءه قيمة مثلى فأين تكمن هذه القيمة؟ هل في كون الشخص غاية أم مجرد وسيلة؟ ثم ألا يمكن أن يتأسس البعد القيمي للشخص كذلك في انفتاحه على الآخرين أم أنه يبقى محصورا في ذاته فقط؟

1)- موقف إيمانويل كانط

« تَعامَلْ على نحو تُعامِلُ معه الإنسانية في شخصك كما في شخص غيرك دائما وأبدا كغاية وليس مجرد وسيلة ».

الشخص كذات عاقلة وأخلاقية يمكن أن تُنسب إليها مسؤولية أفعالها هو غاية في ذاته وليس شيئا أو أداة أو موضوعا. وهذا يعني أنه يمتلك قيمة وكرامة لا تقدر بثمن، بل ومتميزة ونادرة تستحق كل احترام وتقدير، وهذا هو جوهر كل تصور أو تعامل أخلاقي مع الإنسان، 

2)- موقف جورج غوسدورف

 « يدرك الشخص الأخلاقي أنه لا يوجد إلا بالمشاركة ».

يتناول مفهوم الشخص من منظور علمي واقعي، هكذا فقيمة الشخص الأخلاقي لا تتحقق إلا من خلال مشاركته للغير والانفتاح عليه، فمنذ البدايات الأولى للوجود البشري والإنسان يعيش مع الآخر ضمن أشكال من التعايش والتضامن التي سمحت للفكر الأخلاقي وغيره أن يتشكل على أرض الواقع. من هنا فالكمال الأخلاقي للشخص لا يكون إلا في إطار الوجود الاجتماعي، وفي أشكال المشاركة والتعايش مع الناس.     

3)- موقف جون راولس

«الشخص باعتباره ذلك الكائن القادر على المشاركة في الحياة الاجتماعية يتوفر على قدرة التأثير واحترام مختلف الحقوق والواجبات ».

تبرز قيمة الشخص من خلال انفتاحه الضروري على الآخرين والتعاون الاجتماعي معهم ومشاركته في الحياة الاجتماعية، وكذلك من خلال الالتزام بمبادئ الأخلاق واحترام كل الالتزامات والحقوق والواجبات 

4)- موقف فريدريك هيغل

« إن قيمتهم الأخلاقية تكمن في سلوكهم، امتثالا للواجب ».

يكتسب الاشخاص قيمتهم بامتثالهم لروح شعوبهم، ومن خلال تبوئهم لمرتبة معينة داخل حياة المجموع نتيجة لاختيارهم الحر الذي يفرض عليهم تحقيق الواجبات المستلزمة حسب ما تفرض مكانة كل فرد ومرتبته. 

5)- موقف إيمانويل مونيي

« إن الشخصية نشاط معيش أساسه الإبداع الذاتي والتواصل والانخراط، يحيط بذاته ويتعرف عليها داخل فعله، باعتبار هذا النشاط حركة شخصنة ».

يصور الشخص ككيان يتسم بالإرادة والوعي والتجاوز، بخلاف الأشياء الخارجية أو الموضوعات التي هي كائنات متطابقة كليا مع ذاتها . وهذا الشخص يكتسب  سماته الشخصية وقيمته باستمرار ويغنيها عبر عملية التشخصن، فالشخص ليس معطى نهائيا جاهزا، بل هو عملية اكتساب ومراكمة دائمة لسماته الخاصة.

تركيب عام للمحور

إن قيمة الشخص لا تتبلور إلا من خلال النظر إليه باعتباره غاية في ذاته انطلاقا من مبدا الواجب الاخلاقي، ومن ضرورة انفتاحه على الآخرين ومشاركتهم حياتهم الاجتماعية والتضامن معهم.